يُعَدّ حديث "الإثني عشر" الوارد في كتب السنة من أكثر النصوص التي استغلتها الطوائف المختلفة، وعلى رأسها الشيعة الإمامية، لتثبيت عقائدهم في الإمامة والأوصياء. فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش». وهنا برز السؤال: هل هؤلاء الخلفاء هم نفس الأئمة الاثني عشر الذين تعتقد بهم الإمامية؟ أم أن الحديث له معنى آخر يخالف دعواهم؟ المتأمل في تاريخ الروايات وأقوال علماء الشيعة أنفسهم يجد اضطراباً شديداً، بل وتناقضاً واضحاً، مما يكشف أن نسبة الحديث إلى عقيدتهم أمر مُتَكَلَّف لا يستقيم مع النصوص الشرعية ولا مع وقائع التاريخ.

حديث الإثني عشر:

وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من قريش) وفي روايات أخرى لهذا الحديث عند أهل السنة والجماعة في الصحيحين وغيرهما (لا يزال أمر هذا الدين قائماً حتى يلي إثنى عشر خليفة كلهم من قريش) هذا الحديث يستدلون به على إمامة الأثني عشر عندهم، فهل الأثني عشر في الحديث الشريف هم الأثنى عشر الذين يقول الشيعة إنهم أئمتهم؟! وإنهم هم المقصودون في هذا الحديث أو لا؟

 هذه دعوى للنظر هل هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة، من هم أئمة الشيعة الأثنى عشر نعدهم:

1- علي بن أبي طالب.

2- الحسن بن علي.

3- الحسين بن علي.

4- علي بن الحسين.

5- محمد بن علي بن الحسين - الباقر .

6- جعفر بن محمد - الصادق .

7- موسى بن جعفر - الكاظم .

8- علي بن موسى - الرضا .

9-  محمد بن علي - الجواد.

10- علي بن محمد - الهادي .

11- الحسن بن محمد العسكري.

12- محمد بن الحسن وهو المهدي.

يقولون هؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يكون بعدي إثنى عشر خليفة) قلنا فلننظر هل هذا الكلام صحيح أو غير صحيح؟

نقول أولاً:

جاء في كتب القوم أن الأئمة ثلاثة عشر، في الكافي مثلاً عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (إني وأثني عشر إماماً من ولدي وأنت يا علي سر الأرض) الاثنى عشر غير علي أي ثلاثة عشر هؤلاء وهذا في الكافي ج 1 ص 534.

وجاء كذلك عن جابر أنه قال دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم.

إذا كلمة أثني عشر هذه كلمة غير صحيحة ولذلك جاء في حديث جابر هذا أنه قال: (فعددت إثني عشر آخرهم قائمهم ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي) من هم محمد، محمد الباقر، محمد بن علي (الجواد)، محمد بن الحسن (المهدي من هم الثلاثة علي؟، علي بن الحسين (السجاد علي بن موسى (الرضا علي بن محمد (الهادي) وهذا في الكافي ص 532.

إذاً هم ثلاثة عشر ولذلك ذكرت بعض كتب الشيعة التي تكلمت عن الفرق أن هناك فرقة من فرق الشيعة تسمت بالثلاثة عشر يعني اعتقدت بثلاثة عشر إماماً من هذان الحديثان الموجودان في الكافي يقولان إن الأئمة ثلاثة عشر وليسوا إثني عشر كما يقولون .

وهنا نقطة مهمة جداً في هذه المسألة:

 هم يقولون نحن الأنثى عشر وأئمتنا هم فلان وفلان وفلان. الذين ذكرناهم الآن. طيب النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بهذا في زمنه بينما نجد أن كبار رواة الشيعة الذين عاصروا الباقر وعاصروا الصادق، الباقر قلنا هو الخامس والصادق هو السادس ولهما تلاميذ أتباع رواة ما كانوا يعرفون أن الأئمة اثنا عشر ولذلك كان الاختلاف يقع بينهم كآل زرارة لما حضره الموت قال (ليس لي إمام وأشار إلا هذا الكتاب وأشار إلى القرآن)

رجال الكشي ص 139.

ونجد أن أقطاب الشيعة الكبار زرارة بن أعين، هشام بن سالم الجواليقي ومحمد بن النعمان الأحول (شيطان الطاق عمار الساباطي هؤلاء يذهبون ويبايعون عبد الله بن جعفر!!

 ولم يبايعوا موسى بن جعفر بل بايعوا عبد الله بن جعفر الذي هو الأفطح، ولذلك ذكر النوبختي وغيره أن جل رواة الشيعة فطحية لأن جل الروايات عندهم عن جعفر الصادق ومحمد الباقر وجل أتباع محمد الباقر وجعفر الصادق إتبعوا بعد ذلك عبد الله بن جعفر وبايعوه وهو الأفطح ولذلك قالوا جل رواتنا فطحية، وهذا هشام بن سالم يقول: (رجعنا من عبد الله بن جعفر ضلالاً لا ندري إلى أين نتوجه ولا من نقصد)

الكافي ج 1 ص 351.

إذاً قضية أنهم إثنى عشر ومحسومون وأخبر بهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا ما كان يعرفه الشيعة الكبار ولذلك فرق الشيعة لم تقل بالأثني عشر، متى جاءت تسمية فرقة الأثني عشر؟

الأمام جعفر الصادق ما فيه شيء إسمه الأثني عشر وقبله من باب أولى أيام محمد الباقر وعلي بن الحسين والحسن والحسين وعلي ما كان فيه شيء إسمه الفرقة الأثني عشرية.

 فيه شيعة، أيام علي بن الحسين شيعة، أيام الباقر شيعة، أيام جعفر شيعة، أيام موسى الكاظم شيعة، أيام علي الرضا شيعة فقط ما فيه شيعة أثنا عشر أبداً وكذا في زمن الجواد والهادي وزمن العسكري شيعة، متى خرجت هذه الفرقة؟

لما مات الحسن العسكري ولم يكن له ولد صُدموا ماذا نصنع؟ ما عنده ولد ونحن قلنا الإمامة مستمرة ماذا نصنع؟.. قالوا ألفوا له ولد. ألفوا له ولداً. ما صدقهم أحد لذلك أخذت أمه الميراث مع أخيه جعفر، ما ظهر له ولد أصلاً، دعوى باطلة، ولذلك هم يردون على الإسماعيلية أنه ليس لإسماعيل بن جعفر ولد.. ويردون على الفطحية والفطحية يردون عليهم وهكذا.

فهنا كذلك يُقال لهم في دعوى أنه ليس له ولد، من يقول إنه ليس له ولد؟

 ولذلك نقول مت جاءت الفرقة الأثنا عشرية. أيام علي بن أبي طالب ما فيه شيء إسمه الفرقة الأثنا عشرية ولا أيام الحسن ولا أيام الحسين رضي الله عنهم أجمعين ولا كذلك أيام علي بن الحسين ولا محمد البقر ولا جعفر الصادق رضي الله عنهم، بل ولا أيام موسى الكاظم ولا علي الرضا ولا محمد الجواد رضي الله عنهم ما فيه شيء إسمه فرقة الأثنا عشرية، بعد الجواد علي الهادي والحسن العسكري لا توجد كذلك فرقة إثنا عشرية طيب لماذا لم يُتبنى هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الأمر!، لماذا تُبنيى بعد ذلك؟ أتدرون لماذا؟

 لأنه مات الحسن العسكري وليس له ولد. ماذا يصنعون؟ من أين يأتون له بولد، إدعوا ولداً. ما صدقهم الناس ولذلك أخذت أمه ميراثه مع أخيه أعني ميراث الحسن العسكري، أين الولد قالوا ولد غائب، وطبيعي جداً أن يكون غائباً لأنه لا يمكن أن يحضر لأنه ليس موجوداً أصلاً، طيب هذا الولد أليس له ولد؟ طبيعي جداً أن لا يكون له ولد لأنه أصلاً لم يُخلق فكيف يُخلق له ولد؟!! فكان لا بد إذاً أن يقفوا عند الأثني عشر.

ولذلك تسموا بالأثني عشرية، ثم بعد ذلك إما أن يكون سول لهم الشيطان أعني شيطان الجن - أو شيطانهم من شياطينهم من شياطين الإنس فوجد حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يخبر فيه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون بعده إثنا عشر خليفة فقالوا بس. أثنا عشر وأثنا عشر الرقم نفس الرقم إذاً النبي يخبر عن الثاني عشر. هذا لا شك أنه لعب بكتاب الله جل وعلا ولعب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولعب على عقول الناس.