من أبشع ما صدر عن الخميني الهالك، ما نقله كتابه مختارات من أحاديث وخطابات الخميني (ج2/ص42)، حيث زعم أن جميع الأنبياء فشلوا في تحقيق غاية بعثتهم، بل لم يستثنِ حتى خاتمهم وسيِّدهم محمداً ﷺ، إذ قال بالحرف:
«فكلُّ نبيٍّ من الأنبياء إنَّما جاء لإقامة العدل... لكنَّه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء (ص)... فإنَّه هو أيضاً لم يُوفَّق».

هذا القول لا يمثِّل مجرَّد زلَّة لسان، بل عقيدة فاسدة تنسف أصول الدين، وتتناقض مع صريح القرآن الكريم الذي أثبت كمال رسالة النبي ﷺ وتمامها، إذ قال تعالى:

﴿اليوم أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِينا﴾ [المائدة: 3] .

فكيف يجرؤ من يزعم العلم على اتِّهام النبيِّ بعدم النجاح، وهو الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، وأقام دولة الإسلام، ونشر العدل بين الناس، وترك الأمَّة على المحجَّة البيضاء؟

إنَّ هذا الطعن من الخميني ليس إلا امتداداً لعقيدة الغلو في المهدي عند الشيعة، حيث جعلوه أعظم من الأنبياء أنفسهم، وهو ما يفضح انحرافهم العقدي والشرعي.

الخميني يقول إن النبي لم ينجح:

«فكلُّ نبيٍّ من الأنبياء إنَّما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم لكنَّه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء ﷺ الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة، فإنَّه هو أيضاً لم يُوفَّق، وإنَّما الذي سينجح بكلِّ معنى الكلمة ويُطبِّق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر».

(مختارات من أحاديث وخطابات الخميني، ج2، ص42، ط.

مؤسَّسة تنظيم ونشر تراث الخميني).